(1)
ظُهْرَاً …
………………
………………
حَدَثٌ نَادِرْ (1) …
مُنذُ عُقُودٍ …
وَ لأوَلِ مَرَّهْ …
جَاءَ التِلفَازُ يُبَشِرُنَا …
بِقُدُومِ الثَورَهْ …
أَصّغيتُ السّمعَ وَ عَينَايَّ …
لاَ تَترُكُ شَارِدَةً أَوُ نَظّرَهْ …
ظَهَرَ شَبَابُ الحِزبِ العَاَكِمِ …
مُبْتَسِمِيِنَ أَصِحَاءْ …
لاَ تُرّهِقْهُمْ مِثْلَ بَقَاياَ الشَّعْب …
القَتَرَهْ …
أَحسَسْتُ بِطَعمِ الحَنّظَلِ فِي حَلْقِيِ …
وَ تَذَكَرْتُ حَيَاَتِيِ المُرَهْ …
فَعَلَىَ المَسّرَحِ …
ظَهَرَ مَسِيِخُ العَصّرِ بِدَجَلِهْ …
يُعْلِنُ أَنَّ الدِيمُقْرَاَطِيَةَ قَدّ بَدَأَتْ …
مِنّ فَتْرَهْ …
وَ أَنَّ الشَّعْبَ …
لاَبُدَ وَ أَنّ يَمْتَلِكَ قَرَاَرَهْ …
وَ يُحَدِدُ قَدَرَهْ …
بَعْدَ بَقَائِيِ فِيِ الحُكْمِ …
سِتَةَ أَعْوُاَمٍ أُخرَىَ …!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
دَوَتِ القَاعَةُ بِالتَصْفِيقِ الحَارْ …
وَ المَدعُوْ كَلّبٌ أَجّرَبْ …
هَتَفُوُا بِعُلُوِ الصَّوُتِ …
أَنْ لاَ أَحَدَاً غَيِرَكَ …
يَعْرِفُ أَنْ يَلْعَبْ …
بَايَعنَاَكَ رَئِيِسَاً …
حَتَّىَ المَوُتِ …
نَحْنُّ وَ إِيِاَكَ …
أَيِهُمَاَ أَقْرَبْ …!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
أَغْلَقّتُ التِلفَازَ …
وَ كَانَتْ أَعْصَابِيِ تَتَكَسَرْ …
كَيفَ لِهَذَاَ الثَوُرٍ العَاَجِزِ …
أَنّ يَحْكُمَنَاَ وَقّتَاً أَطْوَلْ …؟
أَوَلَمْ تَكْفِيِهِ سُنُوُنٌ …
سَجَّلَهَاَ التَارِيِخُ بِحِبْرٍ أَسْوَدْ …؟
كَسَوَاَدِ دَوَاَخِلِهِ …
أَوُ أَكّثَرْ …!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
كَمّ صَدَّعَنَاَ بِخِطَاَبَاتٍ …
لاَ تَفّتَأُ أَنّ تَتَكَرَرْ …
"الإِخّوَةُ وَ الأَخَوَاَتْ"
ثِيِرَاَنُ المُستَقْبَلْ …
"مَعَاً … مِنّ أَجّلِ مُستَقْبَلٍ أَفْضَلْ"
لِيِّ وَ لِأَنْجَاَلِيِ …
عِجّلَيَّ …
الشَّاَطِرُ … وَ الأَشّطَرْ …!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الوَاضِحُ أَنَّ الثَوُرَ الأَكْبَرْ …
لَمّ يَقْنَعْ بَعْدُ …
بِجَعّلِ حَظِيِرَتِهِ الأَفْقَّرْ …
لَمَ يَقنَعْ أَنَّ كِبَاَرَ الثِيِرَاَنَ بِحْضّرَتِهِ …
أَضْحَتْ مِنّ فَرّطِ قَذَاَرَتِهَاَ …
كَخَنَاَزِيِرِ الغَاَبَةِ …
أَوّ أَقّذَرْ …
وَ لِهَذَاَ …
وَ لِهَذَاَ …
مِنّ أَجْلِ المَصْلَحَةِ العُلْيَّاَ …
قَدّ قَرَرْ …
أَنّ يَبْقَىَ حَتَىَ يَأَكُلَ كُلَّ اليَاَبِسَ …
وَ الأَخْضَرْ …!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
(2)
لَيِلاً …
………………
………………
سِرّتُ بِطُرُقَاَتٍ وَ حَوَاَرٍ وَ شَوَاَرِعْ …
كَاَنتْ بِالمَاَضِيِ …
شَيِئَاً يَدْعُوُ لِلفَرْحَةِ …
كَاَنَتْ أَبْهَجْ …
أَمّاَ الآَنْ …
فَوُجُوُهِ النَاَسِ بِلاَ تَعْبِيِرٍ …
عَنّ قَلَقٍ أَوُ فَرَحٍ … يَبْعُدُ أَوُ يَقّرُبْ …
وَ شَوَاَرِعُ كَالصَخْرِ …
تَقتُلُ رَوُحَ جَمَاَلٍ فِيِكَ …
إِنّ لَمْ تُكْئِبْ …
حَدَثتُ النَفسَ الأَمّاَرَةْ …
فِإِذَاَ صَوُتِيِ يَتَهَدَجْ …
أَمْسَكتُ لِسَاَنِيِ عَلّيِ أَسْكُتْ …
لَكِنْيِ …
بِحَمَاَقَةِ طِفْلٍ مُزّعِجْ …
أَعْلَنتُ بِصَوُتِيِ العَاَلِيِ …
أَنّ يَسّقُطْ …
أَنّ يَسّقُطَ …
هَذَاَ الفِرْعَوُنُ المَلْعُوُنُ المَفْتُوُنْ …
حَلِيِفُ الكَهَنَةِ فِيِّ تَلِّ أَبِيِبَ وَ فِيِّ هِبْرُوُنْ(2) …
عَبْدُ الأَسْيَاَدِ بِوُاَشِنْطُوُنْ …
أَسْأَّلُكُمْ بِاللهِ … عَمَّاَ سَيَكُوُنُ مَصِيِرُهْ …؟
مَاَذَاَ سَيَكُوُنْ …؟
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
ذُهِلَ النَاَسُ لِبُرْهَهْ …
قَاَلَ كَثِيِرٌ مِنّهُمْ … أَحْمَقْ …
قَاَلَ البَعْضُ الآَخَرِ : لاَ تَدْعُوُ لِلْمُنْكَرِ …
لاَ تَتَهَرْطَقْ …
فَالحَاكِمُ يَّاَ وَلَدِيِ …
فِيِّ الأَرْضِّ …
ظِلُّ اللهْ …
قُلْتُ لَهُ: حَاَشَاَهْ …
أَكّمَلَ مُسْتَرّسِلاً … وَ قَدّ أَعْطَاَهُ …
حُكّمَاً أَبَدِيِّاً مُطْلَقْ …
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
قَاَلتْ شِرْذِمَةٌ مُنْتَفِخَهْ …
هَذَاَ الخَاَئِنُ لِلوَطَنِيِهْ …
وَ المُنْكِرُ لِلحُرّيِهْ …
كَرِيِهُ الرَاَئِحَةِ …
كَرِيِهُ المَنْظَرْ …
يَتَجْرَّأُ وَ يَسُبُ الرَأسَ الأكبَرْ …!!!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
حَسَنَاً يا سَحَرَةَ فِرعَوُن …
حَسَنَاً يا مَن أقْذَرَ ما في نَعْلِي …
حَسَنَاً يا سَادَةَ أُكذُوبَاتِ العَصّرِ
بهَذا الكَونْ …
حَاكِمَكُم فَاقَ بحِكمَتِهِ
قَاتِلَ أصْحَابَ الأُخدُودْ …
حَاكِمَكُم صَاحَبَ كُلَّ أعَادِينَا
كُفَاراً كانوا و يَهوُدْ …
حَاكِمَكُم حَاصَرَ إخوَتِنَا
غَلَّقَ أبْوَابَاً مَفتُوحَه …
قَابَلَ إحْسَانَاً بصُدُودْ …
حَاكِمَكُم وصَلَ بأيديكُم
لِنِهايةِ شارِعِ مَسدُودْ
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
قالوا و الشَرُّ بأيدِيهم:
مَن طَارَ ليَحمِينَا، و يَقُودْ …!
مَن أخَذَ بأيدِينَا عَطْفاً
و عَلينَا لم يَبْخَلْ أبَدَاً بنُقًودْ …!
سُحقاً سُحقا …
سُحقاً سُحقاً للعُمَلاءِ و السُجَنَاءِ
أصحَابَ قُلًوبٍ سَودَاءِ
تَطْفَحُ نُكراناً و جُحُود …!
هَاَتُوُه …
هَاَتُوُهُ لِكَيِّ يَتَعَلَمْ …
أَبَدَاً … أَلّاَ يَتَكَلَمْ …
في أمْرِ الدَولَةِ و الحَاكِمْ …
حَاكِمِهَا الأعْظَمْ !
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
جَرَيِتُ إِلَىَ بَيِتِيِ …
خَطَطتُ مَّعَ نَفْسِيِ …
أَنّْ أَتَخَفَىَ عَنّْ عَيِنِ العَسْكَرْ …
لَكِنِّيِ …
لَكِنِّيِ …
لَكِنِّيِ يَاَ نَاَسْ …
لَسْتُ بِمُذْنِبْ …
لَمّْ أَرّشُوْ أَحَدَاً …
لَمّْ أَسْرِقْ …
لَمّْ أَقْتُلْ نَفْسَاً …
لَمّْ أَكّْفُرْ …
فَلِمَاذَا أَتَخَفّىَ … ؟
وَ لِمَاذَا أَهرُبْ … ؟
أَلأَنِي قُلتُ كِفَايَهْ … ؟
لَنّ يَحكُمَنَا بَعدَ الآن …
شَخْصٌ أَخرَقْ …
لَكِنْ … ؟؟؟
لَحظَهْ …
أَوَصَارَ المَخفِيُ إِلَهَاً يُعبَدْ …
وَ أَنَاَ لاَ أَشعُرْ … ؟؟؟!!!
إِنّ كَانَ كَذَلِكْ …،
فَأنَا …
بِالثَوُرِ الحَاكِمِ …
وَ القُطّبِ الأكّبَرِ …
حَتّمَاً …
أَكّفُرْ.
محمد أيوب – وقت غير مُحَدد
_____________________________________________________________________
(1) من وحي خطاب 26 فبراير 2005، الذي أعلن فيه مبارك نيته تعديل المادة 76 في الدستور المصري.
(2) (هبرون) هو اسم مدينة (الخليل) بفلسطين المحتلة في اللغة العبرية.