{1}
قَهَرَتْنِيْ
طُواَلَ عُمْرِيِ القَصِيرِ
المُضنِيْ
و فِي بِيِدِ اليَأسِ
ألقَتْنيْ
و مِنّ كُلِّ حِيَلِ البَقَا
جَرَدَتْنِيْ
و هَيَّ التِي
مُنذُ أَنّ نَشَأَتُ صَغِيِرَاً
عَلَى حُبِهَا
عَوَدَتْنِيْ
{2}
نَسَبتُ نَفْسِي إِليهَا
و كَانَتْ عَينَايَ عَينَيهَا
و طَاَلَ سَهَرَي عَليهَا
لَكِنَّهَا
فِي أَوقَاتِ الكَرْبِ
نَبَذَتْنِيْ
{3}
لَكَمْ استَمَعْتُ كَثِيِراً إلى نُصْحِ أَبِي
"لا تُلقِ بَاَلاً إِليهَا
و لا تَحزنْ أَبَداً عَليهَا
فَهِي لا عَزِيِزَ لَدَيِهَا
و إِنَهَا قَبلَ أَنّ تَهْجُرْكَ
قَدّ هَجَرَتْ الكَثِيِرِينَ مِنّ زَمَنيْ"
{4}
و كَانَ أَبّي عَلَى حَقّ
لكِن قَلبِي دَومَاً
إَليهَا يَرِقّ
لا أَقوَىَ عَلَى كُرْهِهَا
أو تَرْكِهَا
كُلَمَا رَحَلتُ بَعِيِدَاً عَنّهَا
أَرَى الحَنِينَ يَسبَقُنيْ
{5}
فَأَعُودْ
و لا أَرَى مِنّهَا
إلا إِعْرَاضَاً يَزِيِدْ
و يَقُولُ الجَمِيعُ عَلَيّ
"يَّا لَهَا مِنّ حَمَاقَهْ
مَّا الذِيِ يَفْعَلُهُ هَذَا الغَبِيّ ؟
أيُحِبُ القِطُ خَنّاَقَهْ !!؟"
{6}
فَأَظَلُ فَي أَثَرِهَا
حَتَى أَسمَعُ فِي ظَلاَمِ اللَيِلِ هَمسَهَا
تُنَاَجِي رَبَّهَا
"الَلَهُمَ ارفَعْ البَلاَ عَنّيْ
فَإِنَّهُ
إِلَى قَاَعِ الذُلِّ قَيَدَنِيْ
و عَلى فِرَاشِ المَوتِ أَرقَدَنِيْ
و مَا تَرَكَ يَوُمَاً إَلاَ فِيِهِ عَذَبَنِيْ
حَتَى أَنَّهُ
إِلَى أَعدَاءِ بَنِيَّ
سَلَمَنِيْ
فَيَا رَبَّ العِبَادِ خَلَّصنِيْ
و مِنّ شَيِطَانِ الأَرضِ
أَنْقِذنِيْ"
{7}
فَأدرَكتُ حِينَهَا
أَنَّهَا
عَلى أَمْرِهَا مَغلُوبَهْ
و بَعدَمَا كَانَ اسمُهَا
أُعجُوبَهْ
و مِنّ كُلِّ أنحَاءِ الحَيّ
مَرغُوبَهْ
صَارَتْ تَربِطُ حَجَرَاً عَلى بَطْنِهَا
كَيّ تَتَقِيِ الجُوعْ
أُسْبُوعَاً خَلفَ أُسْبُوعْ
لا تَسألُ النَّاسْ
- فاللهُ عنّ سُؤَاَلِ النَاسِ مُغْنيْ -
و لكَيّ تَعِيشَ
تَحمِلُ أَضعَافَ هذا الحَجَرِ
عَلى ظَهْرِهَا المَحْنِيْ
{8}
عَلِمتُ أنّي قَدّ جَنَيتُ عَليهَا
عِندَمَا تَرَكتُهَا و تَرَكتُ اليَأسَ يَمْلِكُنِيْ
لا حِيلةَ لَدَيْ
كَيفَ أُلَبِي نِدَاهَا
و يَدَّيّ
مَغْلولَةٌ إِلى عُنُقِيْ
فَصِرتُ أبْكِي عَلَيهَا
و عَلَيّ
و عَلَى حَاَلِ بَنِيّ
فيّ وَطَنِيْ
□□□□□□
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اطرق الباب و اترك رسالة !