مقتطفات مركزة من كتاب الدكتور محمد عمارة عن عبد الرحمن الكواكبي شهيد الحرية و مجدد الإسلام.
عندما قرأتها أحسست بأنه يعيش عالمنا الحاضر بكل تفاصيله، سيئاته و حسناته، أو الأكثر سوءًا، و هو أن حالنا لم يتغير قيد أُنمُلَه عما كان عليه قبل وفاته عام 1902.
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “ من أعان ظالماً على ظلمه، سلطه الله عليه. “
- الإنسان الحر، مالكٌ لنفسه تماماً، و مملوك لقومه تماما.
- خلق الله الإنسان حُرّاً، قائده العقل، فكفر …، و أَبَى إلا أن يكون عبداً … قائده الجهل !!.
- أصل الداء هو: الإستبداد السياسي، و دواؤه هو: الشورى الدستورية.
- من أقبح أنواع الإستبداد: استبداد الجهل على العلم، و استبداد النفس على العقل.
- أسعد الناس في عهد الإستبداد، هم أولئك اللذين يتعجلهم الموت فيحسدهم الأحياء !!.
- وضع الناس الحكومات لخدمة ، و جاء الإستبداد فقلب الموضوع، فجعل الناس خدماً للحكومات، فقبل الناس و قنعوا !!.
- يَخُفُ الإستبداد كلما قل عدد نفوس الرعية، و قل الإرتباط بالأملاك الثابتة، و قل التفاوت في الثروة، و كلما ترقى الشعب في المعارف.
- الأغنياء ربائط المستبد، يذلهم فيَـئِـنون، و يستدرهم فيَـحِنون، و لهذا يرسخ الذل في الأمم التي يكثُرُ أغنياؤها.
- من أعظم أسباب فقر أمتنا أن شريعتنا مبنية على أن في أموال الأغنياء حقاً معلوماً للبائس و المحروم، … لكن حكومتنا قد قلبت الموضوع، فصارت تجبي الأموال من الفقراء و المساكين و تبذلها للأغنياء، و تحابي بها المسرفين و السفهاء !.
- لا يطلب الفقير معاونة الغني، إنما يرجوه ألا يظلمه، و لا يلتمس منه الرحمه، إنما يلتمس العداله، و لا يؤمل منه الإنصاف، إنما يسأله ألا يميته في ميدان مزاحمة الحياة !.
- تراكم الثروات المفرطة، مُوَلِّدٌ للإستبداد، و مُضِر بأخلاق الأفراد.
- ضرر الثروات الفردية في جمهور الأمم، أكبر من نفعها، لأنها تمكن الإستبداد الداخلي، فتجعل الناس صنفين، عبيداً و أسيادا، و تُقَوي الإستبداد الخارجي، فتسهل للأمم التي تَغنَى بغنى أفرادها التعدي على حرية و استقلال الأمم الضعيفة، و هذه مقاصد فاسدة في نظر الحكمة و العدالة.
- حرمت كل الشرائع السماوية، و كذلك الحكمة السياسية، و الأخلاقية و العمرانية، حرمت الربا بقصد حفظ التساوي و التقارب بين الناس في القوة المالية، لأن الربا هو كسب بدون مقابل مادي، ففيه معنى الغصب، و بدون عمل، ففيه الألفة على البطالة المفسدة للأخلاق.
و بدون تعرض لخسائر طبيعية كالتجارة و الزراعة و الأملاك، … بالربا تربو الثروات، فيختل التساوي بين الناس.
- يرفع الله الناس بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ في القلوب، لا في الحقوق.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
- الإستبداد … لو كان رجلاً، و أراد أن ينتسب لقال:
أنا الشر، و أبي الظلم، و أمي الإساءة، و أخي الغدر، و أختي المسكنة، و عمي الضر، و خالي الذل، و ابني الفقر، و بنتي البطالة، و عشيرتي الجهالة، و وطني الخراب.
أما ديني و شرفي و حياتي: فالمال، المال، المال !!
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
- يرى الكواكبي أن جهالة الأمة، و الجنود المنظمة هما القوتان المهولتان اللتان تجعلان المستبد يُمعِنُ في استبداده دونما حسيبٍ أو رقيب، فيقول:
" الإستبداد محفوف بأنواع القوات التي منها:
قوة الإرهاب، و قوة الجند، و قوة المال، و قوة الألفة على القسوة، و قوة رجال الدين، و قوة أهل الثروات، و قوة الأنصار من الأجانب. "
يصف الكواكبي هنا نظام حكم استبدادي رجعي يعتمد في بقائه على نفوذ المستعمرين الأجانب و الرجعية الداخلية التي تملك الثروات و الفئة الضالة من رجال الدين التي تستخدم رسالات السماء لخدمة المستبد، و مال الدولة، و جهازها الإرهابي، و قوة الجند المرتزقة البوليسية، و استكانة الناس و ألفتهم القسوة و الركود.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
أيضاً ينفي الكواكبي أي حسنات يمكن أن تُنسب لنظام الحكم الفردي و السلطة الإستبدادية فيقول:
" قد يدخل على الناس أن للإستبداد حسنات مفقودة – أي غير موجودة – في الإدارة الحرة، و يسلمون له بها، فيقولون: الإستبداد يُعَلم الطاعة و الإنقياد.
و الحق أن هذا فيه عن خوف و جبانه، لا عن إرادة و إختيار.
و يقولون: أنه يربي النفوس على احترام الكبير و توقيره ( الدولة الأبوية ).
و الحق أنه مع الكراهية و البغض، لا عن ميل و حب.
و يقولون: الإستبداد يقلل الفسق و الفجور.
و الحق أنه عن فقر و عجز، لا عن عفة و دين.
و يقولون: أنه يقلل الجرائم.
و الحق أنه يخفيها، فيقلل تعديدها، لا عددها. "
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
- بين العلم و الإستبداد حرباً دائمة و طِراداً مستمرا، يسعى العلماء في نشر العلم، و يجتهد المستبد في إطفاء نوره، و الطرفان يتجاذبان العوام.
لا يخشى المستبد علوم اللغة المقومة لللسان، إذا لم يكن وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية، و سحر بيان يفل الجيوش …
و كذلك لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد، لإعتقاده أنها لا ترفع غباوة و لا تزيل غشاوة، و إنما يتلهى بها المتهوسون بالعلم.
فإذا نبغ فيهم البعض، و نالوا شهرة بين العوام، لا يعدم وسيلة لاستخدامهم في تأييد أمره بنحو سد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الإستبداد.
بينما ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة، مثل الحكمة النظرية، و الفلسفة العقلية، و حقوق الأمم و سياسة المدنية، و التاريخ المفصل، و الخطابة الأدبية، و غيرها من العلوم الممزقة للغيوم، المُبْسِقة الشموس، المحرقة الرؤوس.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
و يقول عن الخوف:
يخاف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه، لأن خوفه ينشأ عن علم، و خوفهم ناشيء عن جهل، و خوفه من انتقام بحق، و خوفهم من توهم التخاذل، و خوفه من فقد حياته و سلطانه، و خوفهم على لقيمات من النبات و على وطن يألفون غيره في أيام، و خوفه على كل شيء تحت سماء رياسته، و خوفهم على حياة تعيسة فقط …
و عن هؤلاء الرعية يقول:
العوام، هم أولئك الذين إذا جهدوا خافوا، و إذا خافوا استسلموا.
و هم اللذين إذا علموا قالوا، و إذا قالوا فعلوا.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
إن المستبد فرد عاجز،لا حول له و لا قوة إلا بالمتمجدين – اللذين يتظاهرون بالمجد – … و الأمة، أيُ أمةٍ كانت، ليس لها من يَحُك جلدها غير ظفرها، و لا يقودها إلا العقلاء بالتنوير و الإهداء و الثبات، حتى إذا ما اكفهرت سماء عقول بنيها، قيض الله لها من جمعهم الكبير أفراداً كِبار النفوس، قادةً أبراراً يشترون لهاالسعادة بشقائهم، و الحياة بموتهم، حيث يكون الله جعل في ذلك لذتهم، و لمثل تلك الشهادة الشريفة خلقهم، كما خلق رجال عهد الإستبداد فساقاً فجارا، مهالكهم الشهوات و المثالب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اطرق الباب و اترك رسالة !