18 يوليو 2010

ملف الإيكونومِست عن التغيير

Arab Autocracy ... Thank You & Goodbye

ملف خاص أعدته صحيفة الإيكونومِست البريطانية عدد 15 يوليو 2010 عن أنظمة الحكم العتيقة في العالم العربي، ما يعنينا منها بحث عن مصر حالياً بعنوان الإنتظار الطويل و آخر تأتي فيه أحوال مصر من بين أحوال دولٍ عربيةٍ أخرى و هو الأوتوقراطية العربية (الدكتاتورية العربية) شكراً و مع السلامة، أتى العدد بغلافٍ عليه الصورة المبينة أعلاه، و أظنها موحيه بشكلٍ أو بأخر عن مستقبل البلاد، و ما ينتظرنا خلف كثبان الرمال المتحركة تلك.

يتحدث التقرير الأول عن حالة وجه مصر الحديثة التي يراها السائحون و بعض سكانها من مراكز تسوق مصممة على غرار مراكز تسوق بـ (لاس فيجاس) و ملاعب الجولف العملاقة، و المطار الجديد الممول من البنك الدولي و الذي بنته شركات تركية، و القرى السياحية على شواطيء البحر الأحمر، ما يعطيك إنطباعاً أن تلك البلاد لابد و أنها من الدول المتقدمة، و على النقيض من ذلك يصف عودة المصريين المغتربين بالخارج إلى البلاد و ما يعانونه من اختناقات مرورية صعبة و زحام لا ينتهي … إلخ.

النقيض التام للصورة المضيئة المنعشة تلك، هو تفشي الفساد و البيروقراطية، و إحتكار الحكم لصالح شخص واحد، محاط بمجموعة من المنتفعين و المتسلقين، تفشي البطالة بين سكان البلاد التي أصبح الشباب فيها أغلبية واضحة، متعلمة، عجولة لا تعترف بالصبر، يطمحون للتغيير.

و يأتي على ذكر إنقلاب يوليو 1952 و يقارن بين وضعية مصر وقتها و وضعيتها حالياً، و ينقل قول الناس أن الوضعين متشابهين، فعلى الرغم من أن اقتصاد البلاد وقتها كان جيداً إلا أن استشراء الفساد كان عقبة، و الصراعات بين الإخوان المسلمين و الشيوعيين و آخرين من جهة و الحكومة الملكية من جهةٍ أخرى، و يصف أن الإنقلاب حاز على رضا الناس وقتها، و أخد دعماً شعبياً واسعا، و رفع ملايين من الفقر، إلا أنه حكم حكماً فرديا، و أدخل البلاد في حروبٍ لاطائل منها في اليمن و في مواجهة إسرائيل.

في النهاية يضع سيناريوهاتٍ ثلاثة، إما أن تسير على خطا روسيا، و يحكمها رجل قوي من داخل النظام ذاته، مثل بوتين، أو تسير على خطا إيران و تمسح الجموع النظام من على وجه الأرض مسحا، أو تسير على خطا تركيا و تصب كياناً أقل هشاشة و أفضل لمن يعنيه الأمر.

26 يونيو 2010

استفزاز و برود و … عربجه

استفزاز و عربجة و برود

حسام زكي يحذر حماس من تكرار محاولات استفزاز مصر، و في نفس الوقت تقتل إسرائيل مواطناً مصرياً و تصيب ثلاثة آخرين على الحدود.

و بغض النظر عمّا كان يفعله الأربعة الذين أطلق الصهاينة عليهم النار، تهريب مخدرات، أو أسلحة، أو حتى ورق بفرة، فما فعلته إسرائيل لا يرقى لدرجة الإستفزاز الذي تمارسه حماس المحاصرة في سجن غزة – القطاع سابقا – من إخراج الألسنة و تلعيب الحواجب و الآذان للدولة المصرية.

تقتل إسرائيل مواطنينا، بل و جنودنا الغلابة عبر الحدود، بوقاحة منقطعة النظير، و لا نطالب حتى بتعويض من دولة القتلة و السفاحين، أو نتخذ موقفا، بل و تنتهك مجالنا الجوي كل حين و آخر، و لا يُعدُ ذلك استفزازا، بينما يخرج علينا “الحسام الزكي” من غمده الصديء لكي لا يُسَن، كلا … بل ليُشهَرَ في وجه إخواننا في الإنسانية و العروبة و الدين.

حقاً … لا نامت أعين الجبناء.

15 مايو 2010

مـا هـو قـادم …

Nile

ما الذي لابد أن نخشاه ؟

يلاحظ الجميع – و أعني هنا ذوي الرؤوس السليمة - مدى التردي الذي تعيشه مصر الآن، في كل مناحِ الحياه، من أبسط الأشياء حتى أعقدها، إنقلاب المعايير، شرعنة الخطأ، و تجريم الصحيح …

و أرى الجميع يتحسرون على ما مضى، في حنينٍ إلى الماضي حيث كان المجتمع صحيحاً و عفيا، يرى طريقه جيداً، و يعرف كيف يسير فيه، و كيف يتخطى العقبات بطريقة صحيحة، بدون كسر أحد القواعد الثابتة، أو القوانين الصارمة.

لكن الماضي لم يكن مثاليا أبدا، كان الناس ساعتها أيضاً يتحسرون على "ماضيهم" الذي كان جميلا !

و للحق، فإن ماضينا – القريب - الذي نتحسر عليه كان بالفعل جميلاً و رائعاً أيضا، و لذلك أسبابٍ …، فقد كان بمصر كل مصادر الجذب و التنوع في محيطها الجغرافي، لها إشعاعٌ و تأثيرٌ ثقافي و ديني و تعليمي، و قوة عسكرية لها حساب، و فوق ذلك كله … الثقل السياسي الكبير.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

"القوة الناعمة" أحد المصطلحات التي صكها الأستاذ هيكل، و كان يعني به القوة البشرية التي تملكها مصر، تلك القوة التي تؤثر بها لكسب المواقف لصالحها و لصالح محيطها.

لم تكتسب مصر تلك القوة فجأة، و لم تهبط عليها من السماء كالمطر، بل كانت تراكماً لسنواتٍ و عهودٍ و قرونٍ مرت عليها، ارتفاعات و انخفاضات، انتصارات و انكسارات، الرخاء و الشدة، هكذا كانت التجربة و البوتقة التي صهرت مكونات ساكني تلك البلاد على ضفاف النيل، و أنتجت التجربة الفريدة لمصر.

كانت مصر مركزاً مهماً من مراكز الحضارة الإنسانية – و ليست الوحيدة – منذ فجر التاريخ، ببداية الحكم المصري القديم، و مروراً بغزاة مصر القديمة من هكسوس و فرس و إغريق و رومان حتى الفتح الإسلامي على يد العرب، و صارت مصر درة من درر تاج الإسلام، إلى أن أصبحت درته الكبرى منذ القرن العاشر الميلادي، و حتى وقتٍ قريب.

موقع مصر الجغرافي الفريد أهَلَها لتكون مركزاً لجذب كل طامعٍ و طامح، للعلم، للجاه و الثروة … و للحكم.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في أوائل القرن التاسع عشر لملمت حملة نابليون الفاشلة على مصر أذيال خيبتها و رحلت، و جاء محمد علي و أسس اللبنة الأولى لدولة عصرية على أنقاض حكمٍ مملوكي محلي منهار، و خلافةٍ عثمانية تتداعى للسقوط، و كان التخلص ممن حملوه – ضد رغبة الخلافة – إلى عرش مصر، أولى خطواته، لكي لا يلقى معارضةً داخلية من الزعماء الشعبيين، فكان أن نفاهم إلى أقاصي البلاد – و قد فعل جمال عبد الناصر مثله تماماً بعد إنقلاب يوليو حينما استبعد الكفاءات و القيادات ( لا سيما في الجامعه ) التي ساعدت و ساندت إنقلابه و أعطته الشرعيه – و قام بتدبير مذبحة القلعة لرؤوس المماليك، ليخلو له الجو تماما.

طموح محمد على قابله استعداد المصريين و أهليتهم للنهوض، فنهض بهم و أسسوا الدولة التي لم تصمد طويلاً أمام الأطماع الإستعمارية، و التي امتدت من نجد شرقاً حتى برقه غرباً، و من منابع النيل جنوباً حتى الأناضول شمالا.

لم يكن من المعروف إن كان لمحمد على مشروعا لينفذه أم لا، هل كان توسعاً لغرض التوسع فقط، أم لتكوين إمبراطورية تضاهي إمبراطوريات ذلك الزمان؟

لذا فعندما فرضت عليه القوى الإستعمارية الأوروبية قيداً يحد من حركته داخل مصر فقط، لم يقاوم كثيرا، و اهتم بالتنمية الداخلية للبلاد، و زاد من تأسيس المدارس و ابتعاث النابغين، و بالتالي ارتفعت البلاد برفعة أبنائها.

ظهرت نتائج تلك النهضة في عصور من تلوه ممن حكموا مصر، و زادت وتيرة تلك النهضة في عصر الخديو إسماعيل، باني القاهرة الحديثة، فظهرت الحركات الإصلاحية و الجرائد و المجلات و الجمعيات و انتشر الوعي بطول البلاد و عرضها، إلى أن وقعت مصر تحت إحتلال بريطانيا بخيانة أحد حكامها – الخديو توفيق – الذي احتمى بالبريطانيين و أوقع البلاد في أسر من لا يحبون لنا خيراً أو تقدما.

أوقف الإحتلال كل مظاهر التقدم و التعلم، و وضع قواته الثقافية و العسكرية لتغريب البلاد و نزع جذورها الدينية و اللغوية و الثقافية، و أوقف التعليم الأساسي باللغة العربية و قصره على الإنجليزية وحدها، … لكن لأن البلاد كانت ذات مناعة ثقافية عفية و لم تكن بالضرورة كاملة، كان من تعلموا في العصور السابقة على أهبة الإستعداد لكي يذودوا عمّا تأسسوا عليه و عرفوا أنه الحق، لأنهم تعلموا العلم كما يجب أن يكون، و كانت هناك جولات و صولات كان النصر فيها إما إلى فريق الإحتلال الذي وجد له أنصارا بين أهل البلاد، و إما إلى الوطنيين.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

لم يكن أنصار الإحتلال إلا أبناءً لهذه الأرض، لكن عقولهم أضحت فريسةً لتغريبٍ تدريجي و طويل المدى، و في نفس الوقت نتيجةً لتصلب البعض من رواد النهضة في ذلك القرن، مما دفع أولئك الأنصار لإتخاذ النموذج الغربي المرن نمطاً يُحتَذَى به في كل مجالات الحياة و نبذ كل ما هو إسلامي أو عربي أو شرقي، لأنه – حسب دعواهم – يجرنا إلى الخلف، في حين أن الآخر يدعوك إلى التقدم !

عندما طالب الخديو إسماعيل، رائد التنوير رفاعه رافع الطهطاوي بعصرنة قوانين الشريعة و وضعها في قوالب مفهومة و سهلة التناول – و هذا ما فعله الفقيه الخامس عبد الرزاق السنهوري باشا بعد ذلك بقرن تقريبا – لأن الأجانب من المحامين يجدون صعوبةً في معرفة القواعد القانونية الشرعية و التي كان يتم التعامل و الحكم بها في محاكم مصر حتى أواسط القرن التاسع عشر، و إلا سيضطر إلى إدخال قوانين نابوليون الفرنسية إلى البلاد و استبدالها بالقوانين الشرعية، أجابه الطهطاوي أنه لن يفعل شيئاً يمس الشريعة، لأنه طوال عمره كان مسلماً و حج البيت و لا يرضى أنه في نهاية عمره أن يموت كافرا …!!!

هكذا إذن كان الباب الذي دخلت منه القوانين الغربية السارية حتى الآن، و المتناقضه مع الكثير من قوانين الشريعة الإسلامية.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

و ظلت المعركة دائرة حتى الحرب العالمية الأولى، و ما تلاها أثناء ثورة 1919 الشعبية، التي أتت بحزب الوفد كقوةٍ شعبية لا يضاهيها أحد، و ما تلا ذلك من حِراكٍ فكري و سياسيٍ كبير، أعطى للحياة الثقافية المصرية دفعةً إلى الأمام.

في عشرينات القرن العشرين، وقعت حوادثٌ كبرى غيرت من وجه الدولة المصرية إلى حدٍ كبير، ففيها أُعلِنت مصر مملكةً مستقلة، و أصبح حاكمها ملكاً، و أُلغيت الخلافة العثمانية في تركيا على يد أتاتورك، مما أشعل معركة من أجل وراثة تلك الخلافة في مصر و العراق، و ظهور كتاب الشيخ على عبد الرازق “الخلافة و أصول الحكم” و كتاب طه حسين “الشعر الجاهلي”، و الجدل الكبير الذي صاحبهما، و مقتل السير لي ستاك في السودان، و انسحاب الجيش المصري من هناك، و ظهور الإذاعات الأهلية، و إزدياد أعداد طلبة جامعة القاهرة … و ظلت البلاد عفيه، لا ينالها سوء.

و أتت حقبة الثلاثينات، و مات فؤاد الأول، أول ملك على عرش مصر الحديثة، و وُقِعَت معاهدة 1936، و أتى فاروق الأول – و الأخير، و اندلعت الحرب العالمية الثانية، و وقفت مصر على الحياد تحت سيطرة عسكرية بريطانية صلفة، أثمرت حادثاً شهيراً في تاريخنا، 4 فبراير 1942، و نشطت التنظيمات السرية، و ما صاحبها من حركة المقاومة المسلحة ضد الإحتلال في قناة السويس، و ضد الحكومة المصرية ذاتها، في بعض الأحيان، و ظلت البلاد مثمرة ثقافياً و دينياً و بشريا.

ثم أتت حرب فلسطين، و ازداد الغضب في الشارع المصري من نتائج تلك الحرب البائسة، و ما تلاها من أحداث، نعيش نتائجه اليوم، لحظةً بلحظة، و بدأت الخمسينات مع زيادة المقاومة المسلحة في منطقة القناة، و اضطراب مؤسسة الحكم في مصر، و حريق القاهرة، حتى أتى انقلاب 23 يوليو 1952 …

و معه انقلبت معايير البلاد.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

يصف الكثيرون مرحلة الستينات بأنها كانت العصر الذهبي لكل مجالات الحياة في مصر، التعليم و الصحة و الأدب و العلوم و الفنون و السياسة … إلخ، لكنهم لا يدركون حقيقة أن ما كان في هذا العِقْد إنما كان حصاداً لما تم زرعه في " العهد البائد " كما كان يسميه حكام المحروسة آنذاك.

أزعُم أني على صواب حين أقول أن اللبنة الأولى في أي نهضه هي التعليم، و الصحه، و قبلهما تجيء حريات المواطن الأساسية، التعبير و الإنتخاب و الحركة … إلخ، و حين أنظر لمرحلة العهد الملكي كانت تلك الحريات موجودة، لكن أغلب الشعب كان يرزح تحت وطأة الفقر المُدقِع، و التعليم على نطاق محدود، لكن مع هذا كان نتاج تلك المرحلة المتواضعة مذهلاً في الستينات، حينما تبرعمت بذور ما قبل الإنقلاب.

لكن عهد “الثورة” كان منقلبا على ذاته، فأنشأ مسوخاً و أطلقها في كل نواحي البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ علينا المولى عزَّ و جلَّ سوط عذاب 5 يونيو 1967 …

و فقدنا وقتها قوتنا الناعمة …

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

أكثر ما يخيفني هو ما سنجنيه في المستقبل جراء المرحلة المظلمة التي تعيشها مصر الآن، فإن كان من تلقى هزيمة 1967 هو الجيل الذي تربى بين عهدي الملكية و الجمهورية و الذي وصفه العالم الكبير د. فاروق الباز – و كان يصف جيله هو – بالفشل في تحقيق أمانيه و تطلعاته، فالجيل الذي تربى بين الهزيمة و سلام السادات-بيجين يبدو أنه أكثر فشلا، أما الجيل الذي تربى خلال الربع قرنٍ المنصرم، فسيكون هو جيل الفشل المُطلَق.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

 Egypt Flag.Aswan.hamzaz

في يوم الجمعة الماضي 14 مايو 2010، وقعت أربعة من دول حوض النيل على اتفاقية تنص على تقاسم مياه النيل بشكلٍ عادل، و هذه الدول هي إثيوبيا، بوروندي، أوغنده، و تنزانيا، و منحت باقي دول الحوض مهلة لمدة سنة للتوقيع عليها.

مصر تأخذ 55 مليار متر مكعب سنويا، و السودان 18.7 ملياراً آخرين، و هما دولتا المصب، و لهما الحق في الإعتراض على أي مشاريع ريّ على النهر بإمكانها أن تؤثر على حصتيهما.

وقع المحظور، أصبح شريان حياة البلاد مهددا، و إن جدت أمورٌ أخرى، و سَتَجِّد بالتأكيد، فما العمل ؟…

هل ألمح يداً من أيادِ “الصديق” الإسرائيلي ؟… ربما.

هذه نتيجة من نتائج واقعنا المُرّ …

عسى أن يبقى من ماء النيل شيئاً ليخفف مرارته.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

62

62 Years of Occupation

النـكــبـة

Palestine.Naji Ali

 

اليوم تمر ذكرى إثنين و ستين عاماً على سرقة أرض فلسطين، و مازلنا كما كنا في العام السابق، كما في العام الذي سبق السابق، و ما قبل ذلك.

اليوم لا أشعر أني أفتقد قضية الإسلام و العروبة الأولى …

اليوم لا أشعر أن هناك أرض منهوبة في قلب المسلمين …

اليوم لا أدري هل سأعيش حتى أرى فجراً يطلع على كامل فلسطين و ليس عليها علم إسرائيل …

حينما أرى الحاضر، أتيقن أننى لن أرى ذلك اليوم، و ياله من يومٍ بعيد …

حينما أنظر إلى التاريخ أتفاءل …

فقد حرر المسلمون مدينة بيت المقدس بعد ثمانين عاماً من احتلالها، و كان وضعهم أسوأ منّا بمراحل، و حرروا الشام كاملاً بعد مئتي عام …

حرر المسلمون المدينة في حياة الجيل الثالث بعد الإحتلال …

و ها نحن الآن في بداية هذا الجيل …

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

علىّ إذن أن أتفاءل و أعمل على وصلِ الليل بالنهار حتى ذلك اليوم، لكن خوفي الوحيد هو ألا يكون جيلنا الحالي هو جيل النصر الموعود …

بكل تلك الرخاوة و الكسل و الرفاهية المُفسدة، و حب الدنيا و مسابقة الناس بعضهم البعض و شعار كلٍ منهم " من أكثر مني مالاً و أعز نفرا " و لا يلتفتون لشيءٍ آخر …

أخشى ألا يأتي النصر على يد هذا الجيل و يتأخر …

لكنه حتماً سيأتي على شرطٍ وحيد …

و هو أن نكون صالحين …

Good People  الأنبياء 21 – 105

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

 

Nakba Day

 

أخشى أن أنسى أن أرض المسلمين مغصوبةً بجواري …

و لا أُحرك ساكنا …

أخشى أن أنسى القدس يوما …

لذا … سأقول كما قال اليهود …

أنسى يميني إن نَسِيتُكِ يا قُدس.

 

 

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

25 مارس 2010

اللغة

سورة الإخلاص

اهتم يهودا القلعي Yehuda Alkalai في أواخر أيامه – و هو أول يهودي نادى عام 1834 بانشاء دولة لليهود على أرض فلسطين في كتابه "اسمعي يا إسرائيل " - على إحياء اللغة العبرية وتوحيد استعمالها لأنه على حد تعبيره "لن يكتب البقاء والاستمرار لأية أمة دون وجود لغة مشتركة لديها.. " - وانطلاقا من هذا الموقف قام بوضع كتاب لتدريس اللغة العبرية وقواعدها، وفي عام 1874 هاجر القلعي إلى القدس حيث بقي هناك حتى وفاته عام 1878 م.(1)

كما أصر بيريتز سمولينسكين Peretz Smoolenskin على أنه "بدون العبرية فلا وجود لتوراة وبدون توراة لا وجود لشعب إسرائيل." ، و بالرغم من دعوته لإحياء اللغة العبرية إلا أنه اشترط أن "لا يحل حب اللغة مكان حب الوطن." ، فدور اللغة هو غرس "حب الوطن في قلب أخوتنا."
و لهذا دعا إلى تشكيل جمعيات تستطيع الأخذ على عاتقها دراسة و تدريس اللغة العبرية و تقديم العون لكل من يريد دراسة هذه اللغة، كما دعا إلى تأسيس مدارس لتدريب المعلمين و الحاخامات و حثهم على إدخال مفاهيم حياتية جديدة لدى الأجيال النامية عن طريق تعليمهم العبرية و تنمية شعورهم القومي و تعميق إخلاصهم لتراثهم و تقاليدهم.(2)

و عَبَّرَ أليعازر بن يهودا Eliezer Ben Yehuda عن المفهوم القومي لديه بقوله: "هناك ثلاثة أشياء محفورة بأحرف من نار على راية القومية: بلاد، ولغة قومية، وثقافة قومية" ، و قد انصبت معظم جهوده على إحياء اللغة العبرية لتحويلها من مجرد لغة مكتوبة تستعمل لأهداف دينية وعلميه، إلى لغة منطوقة تستعمل في الحياة اليومية، و تصبح بالتالي "لغة اليهود القومية".

قال بن يهودا أيضاً عن اللغة العبرية أنها "لغتنا القومية... وقد أخطأ آباؤنا باستبدالهم لغتنا بلغات أخرى … إن بعث اللغة سيكون بمثابة إشارة إلى أن بعث الأمة لن يتأخر" ، و قد اعتبر أن التشتت نتيجة طبيعية لعدم توفر لغة موحدة "فاضطراب الألسنة" أدى إلى تشتت اليهود في شتى أرجاء الأرض.

ثم أضاف بعد ذلك قائلا إنه طالما أن اضطراب الألسنة قد أدى إلى التشتت فإن إحياء اللغة الموحدة و بعثها يؤدى إلى إعادة التجمع و التوحد، و قد بين أن من أهداف إحياء العبرية أيضا حماية اليهود من خطر الإندماج نتيجة استعمالهم لغات محلية وطنية و خاصة لغة اليديش، و مما بينه أيضا أن العبرية - لغة التوراة - توفر للكتاب والروائيين ثروة خصبة من الصور و الشخصيات التاريخية "كالإقدام و الشجاعة" و المحاربين و المقاتلين و "رجال العمل المواظبين" بهدف إتلاف صورة اليهود التقليدية، بما تتضمنه من مكر و بؤس و خداع.

و مضى في أعقاب هجرته إلى القدس على العمل جاهدا لإحياء اللغة العبرية و تطويرها، فأخذ في تحديث اللغة و إثرائها بالمفردات اللازمة، و ذلك كي تتمكن من تلبية احتياجات ظروف الحياة المعاصرة، و وجد أن أفضل الحلول هو وضع قاموس شامل للعبرية يكون مرجعاً لمن يريد تعلمها ودراستها، و قد أمضى بن يهودا مدة تزيد على الأربعين عاماً و هو يعمل على إخراج هذا "القاموس العبري القديم و الحديث" ، معتمداً في ذلك على دراسته للتلمود و الكتب و المخطوطات العبرية بالإضافة إلى اللغة العربية، و صدر من هذا القاموس 17 مجلدا، كان منها 5 مجلدات في حياته و قبل وفاته.

تمكن بن يهودا بعمله المتواصل من المساهمة بشكل رئيسي في إحياء اللغة العبرية و تحديثها بشكل أصبحت معه اللغة المنطوقة بالنسبة لغالبية المهاجرين اليهود الذين وفدوا لإستعمار فلسطين و استيطانها.(3)

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

ثلاث شخصيات آمنت بقضية، و حاربت لنصرتها – على الرغم من بطلانها – و هذا يذكرني بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين قال "اللهم إني أعوذ بك من جَلَدِ الكافِرِ و عَجز الثِقة." ، أي مثابرة و إصرار أصحاب الأفكار الباطلة، و كسل و تباطؤ أصحاب الأفكار و المعتقدات الصحيحة.

ثلاث شخصيات، بدونهم لم تكن اللغة العبرية سوى سراً من أسرار المعابد و الكُـنُـس اليهودية، لكنهم نفضوا عنها غبار الزمان، و بعثوها من مواتٍ محتوم، لتكون حجراً من أُسُس دولة الإحتلال الإسرائيلي، يتحدث بها خمسة ملايين صهيوني على أرض فلسطين المحتلة.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في الوقت الذي تحافظ فيه فرنسا على لغتها، و تحارب تشويهها و تفرضها فرضاً على أرضها، و تقوم بإنشاء المنظمات – كالفرانكفون – لتجمع الدول التي تتحدث الفرنسية كمستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، و دول أخرى لا تتحدث الفرنسية و لم تكن من مستعمرات فرنسا الإمبريالية، كمصر على سبيل المثال.

في الوقت الذي تتحد فيه الأقاليم و الدول الصغيرة مع بعضها لتكون التكتلات لكي تصنع لنفسها مكاناً تحت الشمس، نجد أن هناك من يحاول تفتيت هذه الأمة، و تكسير هيكلها العظمي، و تمزيق قلبها بدعوى الوطنية، و الخصوصية اللغوية و الحضارية، و هذا هو الحقٌ الذي أُرِيِدَ به الباطل.

بدون اللغة و الإعتقاد و الهدف من الوجود، تفقد الأمة إتجاهها، فالبوصلة معطلة، و القبطان أصابه العته، فتترنح سفينة الأمة في كل الإتجاهات، في انتظار من يوجه لها الضربة القاضية، و أقرب مثال لنا في التاريخ الحديث هو تركيا العثمانية حين كانت داراً للخلافة الإسلامية.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في وقتنا هذا، يقوم أشخاصٌ لا ندري ما هي نواياهم الحقيقية، بتغذية و إنشاء ما أطلقوا عليه "ويكيپيديا مصري" - لاحظ أنهم كتبوا الباء في ويكيبيديا باءً فارسية( پ ) لا توجد في الأساس في اللغة العربية التي يستعملون حروفها لكتابة لغتهم المزعومة، أي أنهم يدّعون وجود لغة مصرية خالصة و يستوردون حروفاً من لغاتٍ أخرى ليُعبروا بها عن أنفسهم - و كتابة مقالات عقيمة مقطوعة و غير مسندة، و بعامّية مصرية غير راقيه، و يدّعون أنها لغة مستقلة، و لها قواعد مختلفة عن اللغة العربية أو أي لغةٍ أخرى !

بل يحاولون كتابتها بحروف لاتينية، و وضع قواعد لنطقها، و أماكن الضغط و الترقيق، و إيجاد طريقه لكتابتها بأسرع مما تُكتَب بالحروف العربية !

هل يحاول هؤلاء القوم أن يسيروا على طريق الهالك مصطفى كمال أتاتورك، عندما قام بحملة لتغريب تركيا، و سلخها عن ماضيها القريب، و عن محيطها الإسلامي !؟

ربما …

في صدر صفحة البداية بهذا الموقع المسخ، نجد صورة لخريطة تضم جنوب أوروبا و غرب آسيا و شمال أفريقيا، و خريطة مصر ملونة باللون الأحمر القاني في وسط تلك الخريطة !

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

هل لكم أن تتخيلوا مصر معزولة عن محيطها الجغرافي و اللغوي و الثقافي ؟

- ستكون بالتأكيد فريسةً سهلةً لأي معتدٍ عليها – و على مر التاريخ كان العدوان غالباً ما يأتي من الشرق، و كلنا نعلم أن الجار الشرقي لمصر الآن هو إسرائيل - و ستكون البلاد بدون أي عمق استراتيجي للدفاع عن وادي النيل الهش و الممتد بطول مصر، و كما نعلم جميعاً، فمصر أساساً هي وادي النيل و الدلتا، و قد عرف القادة المصريون تلك الحقيقة منذ القِدَم، و أن خط الدفاع الأول عن مصر هو الشام، أي سوريا و فلسطين و الأردن و لبنان، و تتوالى الخطوط على طول المسافة إلى مصر إلى أن نصل إلى الخط ما قبل الأخير و هو خط الممرات، ثم قناة السويس، و بعدها تجد البلاد مكشوفة تماماً، عاريةً من أية خطوط دفاعية، … هذا من الناحية العسكرية.

- ستكون مصر تحت رحمة أي تهديد لمنابع النيل، فكما رأينا سابقاً أن مصر هي وادي النيل، فبالتالي من يهدد جريان نهر النيل إلى مصر، فهو يهدد وجود البلاد من الأساس، فإن انعزلت مصر عن أفريقيا عموماً و السودان خصوصاً، و ادعت أن مصر لها خصوصية لغوية و شخصية مستقلة و إلى آخر هذا الهراء، فستكون أسهل ما تكون ضد أي تهديد.

- تاريخياً، مصر هي صخرة الدفاع عن المنطقة، عسكرياً، دينياً، و ثقافياً، فإن هوت، هوى معها محيطها كله، فمصر متوحدةً مع الشام و الحجاز قادت المنطقة ضد الصليبيين و كسرت شوكتهم بقيادة صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله، و متوحدةً مع الشام و الحجاز أيضاً كسرت موجة التدمير المغولية التي ما رحمت بلداً دخلته، بقيادة قطز رحمه الله.

- أما دينياً و ثقافياً، فكما قيل قديماً أن القرآن أُنزِل على الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بالحجاز، فقد قُرِيء و رُتِل و جُوِّد بمصر، و كانت من منارات العلم في عهد الفاطميين العُبيديين، و حفظت مصر تراث الإسلام و العرب بعد غزو المغول لبغداد، و تدمير مركز الخلافة العباسية، كما حفظت تراث الإسلام في الأندلس، بعد موجات هجرة الأندلسيين الفارين من اضطهاد صليبيي غرب أوروبا.

فإن لم تكن مصر حاضنةً لما حولها من أقطار، فلن يطول الأمر حتى تفنى هي شخصياً، و تُجتَث من الأساس.

و لا يعني هذا أن تكون هي العائل و المضحي، لأن العلاقه ستتحول حينها إلى علاقة طفيلية، و ستكون تلك الأقطار كالبلهارسيا في جسد الإنسان تماماً، بل إن العلاقة المثلى بين مصر و محيطها هي علاقة تبادل منافع، فكما تملك مصر كل مقومات الدولة منذ عصور ما قبل الأسرات، من بشر و حكومة مركزية و نظام متبع، و ثروات طبيعية، تتفاوت في محدوديتها و وفرتها، تملك باقي الأقطار من حولها مقومات أخرى، إن تكاملت مع بعضها، ستكون قوةً لا تُبَارَى في أي مجال.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

أعود لمحرري المسخ "ويكيپيديا مصري" اللذين يدّعون إدعاءاتٍ باطلة، لا ينخدع بها إلا كلّ ذيّ عقلٍ ضعيف.

من إدعاءاتهم الباطلة :

"بعد غزو العرب لمصر فى سنة 641 م ابتدا العرب فى فرض لغتهم و مضايقة المصريين اللى بيتكلمو بالقبطى و وصل فى بعض الأوقات فى مناطق معينه لـ قطع لسان اي واحد مصرى بيتكلم قبطي ( المفتري الكاذب، لو كان هذا صحيحاً لما ظلت في العراق لغة كردية، أو أمازيغية في الجزائر ) و زاد الضغط على المصريين بعد تعريب الدواوين وبقت من شروط التعيين فى اى شغلانه في الدواوين (الوزارات دلوقتي) هو الكلام باللغة العربى. و لمدة تلات قرون بعد الغزو ( المفتري الكاذب ) كان فيه ازدواجيه لغويه في مصر بين القبطي و العربي. الازدواجية دي فضلت في الصعيد لمدة طويلة جداً بيقدرها بعض العلما لحد القرن ال17 وخصوصا بين الفلاحين وبين الستات اكتر من الرجالة. المصري يمكن يكون إبتدا في الفسطاط, اول عاصمة اسلامية لمصر. الحاكم بأمر الله حرم استخدام "القبطي" حتى فى صلاة المسيحيين"

خيال أخر من خيالاتهم :

"أولاً, الحروف القبطى كانت مستوحاه من الحروف اليونانى بس مع تزويد ست حروف من الديموتيكى-المصرى.

توحيد شكل حروف اللغه اليونانى و القبطى, و اللغه المصرى لو إتكتب بـ اليونانى, حاجه عاديه

لو كتبنا بـ الحروف اليونانى, ممكن يبقى بعد عن تأثير لغات, زى الإنجليزى و الفرنساوى. لإن اللغه اليونانية دلوقتى مالهاش تأثير على المصرى.

و كمان كتابة المصرى بـاليونانى مش آخر المطاف. ممكن تكون طريقه مبدأيه اننا بعدين نخترع الحروف المصريه من الهيراتيكى و الديموتيكى-المصرى"( يريد أن يرجع بعجلة الزمان إلى الوراء، أظن أن نياتهم قد اتضحت، هؤلاء المخابيل بالتأكيد ليسوا مسلمين، فكيف يتخلى مسلم عن الحرف العربي الذي أُنزِل به القرآن الكريم؟ و إن استعمل المصري المسلم حرفاً أخر في الكتابة، فبالتأكيد سينسى لغة القرآن، و بالتالي لن يكون له اتصال به، أي أنه سيكون مسلماً لا يعرف كيف يقرأ القرآن، و إن عرف كيف يقرأه، فلن يفهمه، كمسلمي جنوب و جنوب شرق و وسط آسيا )

و أكبر خزعبلاتهم على الإطلاق

سابت الحمله الفرنساويه تاثير مهم على مصر والمصريين .

  • من اهم التاثيرات على المصريين انها صحت عندهم الاحساس الوطنى تانى و الاحساس بهويتهم المصريه اللى حاول العرب يمسحوه لما دخلو مصر و اجبرو المصريين على انهم يغيرو دينهم و لغتهم و ثقافتهم.(محض هراء و إفتراء لا أساس له من الصحة، و لا يوجد إلا في أدمغة الحاقدين على الإسلام، لأن المسلم لا يعتبر العرب غزاة، بل كانوا مُخَلَصَين و محررين للمصريين من نَير و ظلم الرومان، و بالتالي أيضاً، لا يعتبر المسلم أن إسلامه اليوم شيءٌ مفروضٌ عليه، لأن الإسلام تحريرٌ و تنوير، بعكس التعاليم الكنسية التي تجبر تابعيها على عدم مناقشة أي شيء، أو التدبر فيه، و شعارهم ( لا تفكر، لا تجادل، لا تناقش، فنحن نفعل ذلك بدلاً عنك ).
  • (أما من يعتبر أن العرب غزاة، فهو بالتأكيد يفضل الوقوع تحت حكم باطش و ظالم كحكم الرومان الذين أذاقوا المصريين سوء العذاب لمجرد إختلاف المذهب حيث كان الرومان كاثوليكاً و المصريين أرثوذكس، و حتى قبل إعتراف الدولة الرومانية بالمسيحية كدين رسمي، كانوا يعذبون أهل مصر المؤمنين، و بالتالي بعد تاريخ الرومان الأسود مع المصريين، أظن أن هذا الشخص مخبول.)
  • كان من نتيجة صحيان الانتماء لمصر و الهويه المصريه ان المصريين هما اللى اختارو محمد على انه يكون هوا الحاكم على مصر لاول مره من بعد سنين طويله كان بيتفرض عليهم والى مالوش اى علاقه بمصر و ولا المصريين يعرفوه ولاعنده فكره عنهم و لاعن حياتهم و ثقافتهم الا لمجرد انه على علاقه ( صحوبيه او قرابه او حتى مصالح ماديه صرف ) مع الخليفه او اللى ماسكين شئون الخلافه و يبؤو مجبرين انهم يدعوله فى الجوامع و هما مش عايزينه. ( على أساس أن قصر الخلافة أو السلطنة كان كافي شوب أو نادي إجتماعي، أولاً فترة حكم العثمانيين لمصر تم تشويهها و تصوير الخلافة كدولة إحتلال، و هذا هو منطق كارهي الإسلام.)

فكان صحيان الانتماء المصرى عند المصريين اللى حاول العرب يلغوه من اول لما احتلو مصر و اختارو محمد على لانهم حبوه و حسو فيه الاخلاص , فموقف المصريين مع محمد على خلى محمد على يشيل ده للمصريين و اشتغل باخلاص و ضمير لما بقى حاكم على مصر. ( فعلاً محمد علي حمل الجميل على كتفيه و ألقاه من النافذة المجاورة له بمجرد أن خرج أخر المدعوين، لقد نفى محمد على أقطاب الحركة الوطنية التي رفعته على العرش إلى أقاصي البلاد، كما فعل مع عمر مكرم حين نفاه إلى دمياط، و عندما أسس جيشه كانت نواته الأولى من الجراكسه، لكنه أحس بالقلق حيالهم، فتخلص منهم و أتى بالسودانيين، لكنهم تمردوا عليه، فاضطر أخيراً إلى أن يلجأ إلى المصريين، و هذا هو "الجميل" الذي يذكره المحرر المخبول.)

  • انجاز اعادة الوعى و الهويه للمصريين على المستوى الانسانى و الوطنى كان اهم انجاز عملته الحمله ( تكرار بلا طائل، المخبول يريد أن يرغي و يزبد ليس أكثر )

ييجى بعديه انجازات تانيه مهمه جدا فى حياة مصر و المصريين .

  • ان بدا التفكير فى قناه بحريه بتربط بين البحر المتوسط و البحر الاحمر وكان فيه دراسات للموضوع ووقفت الدراسات بتاعته(بسبب انهم كانو فاكرين ان مستوى ارتفاع المايه فى البحرين مختلف وبعدين طلع كلام مش مظبوط) لحد لما ديليسيبس اشتغل فيه تانى .
  • ان العلما بتوع الحمله الفو موسوعة وصف مصر اللي بتعتبر اكبر موسوعة معاصرة سجلت جغرافيا و تاريخ و عادات و تقاليد وحتى موسيقى و اغاني المصريين في المدن و القرى.
  • نابوليون انشأ المجمع العلمي المصري اللي بيعتبر اول مؤسسة علمية في مصر الحديثة.
  • اكتشاف حجر رشيد و فك رموز الكتابة المصرية القديمة(الهيروغليفية)على ايد العالم شامبوليون اللي فتح عيون العالم على حضارة المصريين القدام و ولادة علم المصرولوجيا. ( المصريات )

واللى خلى مصر بعد كده يبقى فيها سياحة اثار . ( بكل بساطه، لأن الفرنسيين احتلوا البلاد لثلاث سنوات، أصبحت البلاد بها سياحه و آثار بفضل احتلالهم ! )

  • عمل صدمة حضارية للمصريين اللي احتكو لأول مرة بأوروبا بعد عصر التنوير و تبنيهم للنظم الادارية للفرنسيين زي سجلات الوفاة والمواليد و القانون المدني الفرنساوي و المحاكمات الحديثة و الجيش و الأسلحة الحديثة و قيم الحرية و الثورة ( التي دخل بها الفرنسيون الجامع الأزهر بخيولهم، و دنسوا حرمته ) اللي خلت المصريين لأول مرة يثورو على الوالي العثماني و يخلعوه و يعينوا مكانه محمد على باشا..
  • كانت بداية احتكاك للمصريين مع فرنسا و الفرنساويين و كان للثقافه الفرنساويه تواجد مهم جدا بعد كده فى مصر فكان الفرنساوى منتشر استعماله فى مصر و بالزات عند الناس اللى بيحبو الثقافه والفنون و دخلت كلمات كتير من الفرنساوى فى كلام المصريين .
  • لفتت انظار العالم الغربى لمصر وموقعها الإستراتيجى و خصوصا إنجلترا اللى حاولت غزو مصر فى حملة فريزر 19 سبتمبر 1807م الفاشلة على رشيد.

يقولون أن المصريين لهم لغتهم الخاصة بهم، و التي تختلف إختلافاً تاماً عن اللغة العربية التي فرضها العرب "الغزاة" على المصريين، و جرموا التحدث باللغة القبطية، لدرجة وصلت إلى قطع لسان أي قبطي يتحدث بتلك اللغة !

و يزعمون وجود كلمات لا توجد بالعربية على الإطلاق، و توجد بشكل حصري في اللغة الوهمية خاصتهم مثل:

( إدّي/يـِدّي ) و معناها في الفصحى  ( يؤدّي، أدّى ) و أحياناً تُنطق و تُكتب بدون الهمزة على الواو ( يودي )

( عبيط ) و معناها في الفصحى ( لزج أو ثقيل )

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

المصريون ليسوا جنساً خاصاً و نقيا، فمصر تعرضت لموجات متتالية من الغزوات منذ عصر الإضمحلال الأول حين غزاها الهكسوس، مروراً بالفُرس و الكوشيين و اللوبيين و شعوب البحر و الإغريق و الرومان، و الفتح الإسلامي العربي – يسميه بعض محرري ويكيبيديا مصري بالغزو – ثم صليبيي أوروبا، و فترات حكم المماليك و العثمانيين بما فيها من جراكسه و صقالبه و أتراك، ثم الإحتلال البريطاني عام 1882 و الذي انتهى عام 1956، فمن يدّعي وجود عنصر مصري خالص و له لغة خاصة به، يكون على أحسن الأحوال حالماً إن لم يكن مخبولا.

و على هذا الأساس، فإن فكرة وجود لغة قديمة مازالت حية و متداولة على نطاقٍ واسع، هي محض هراء، فلا وجود لتلك اللغة، و لا وجود لذلك العنصر النقي، لأن المصريون الآن عبارة عن خليط من كافة شعوب الأرض، تجد فيهم من يشبه الأفارقة في لون البشرة و الملامح، و منهم من يشبه الأسيويين، و منهم من يبدو كما لو كان أوروبيا، و منهم من يشبه عرب الجزيرة العربية في الملامح، و منهم من يحمل خليطاً من كل هؤلاء …

فأين هو النقاء العرقي الذي يدعي محرري ويكيبديا وجوده في شعب مصر؟ ، بهذا الشكل يكونون مثل الصهاينة في أساطيرهم القائلة بوجود شعب يهودي نقي، أو كما كان يقول النازيون بوجود عنصر آري نقي.

أما اللهجة المصرية، فهي نتاج خلط العديد من اللغات مع أساس متين من اللغة العربية، و أنا أزعم أنه لو كانت هناك لغة مصرية خاصة، لما تردد أهل مصر في تدوين تراثهم الشفهي و المقروء بها، لكنها إدعاءات لا أساس لها من الصحة، فاللهجه المصرية دخلت عليها ألفاظ من كافة لغات الأرض، فارسية و تركية، إيطالية و إسبانية، أمازيغية و نوبية، فرنسية و إنجليزية، سريانية و أرامية(4)، بالإضافة إلى ألفاظ قديمة متوارثة من اللغة المصرية القديمة التي توقف تطورها عند اللغة القبطية التي تستخدم في الشعائر الكهنوتية عند نصارى كنيسة الأسكندرية.

- ثانياً:

لم يجبر المسلمون العرب أياً من سكان البلاد التي فتحوها على إعتناق الدين،

" لَآ إِكْرَاهَ فِي الدِينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " سورة البقرة-256

" لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِيِن " سورة الكافرون-6

فكيف يجبروهم على التحدث باللغة العربية !؟

و ما هو المصدر الذي استند إليه محرر الويكيبيديا الهمام في إدعائه القائل بأن العرب كانوا يقطعون لسان أي متحدثٍ بالقبطية؟

بالطبع لا توجد مصادر لمعلوماتهم التاريخية المُختَلَقة.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في بدايات القرن العشرين، انطلقت في الصحف المصرية دعاوى بضرورة الرجوع إلى اللغة المصرية القديمة ( الهيروغليفية ) و إحيائها، و صوحبت تلك الدعاوى بإدعاءات مضحكة و هزلية و لا يمكن على الإطلاق أخذها مأخذ الجد، بأن مصر فرعونية، و ليست عربية !.

في نفس الوقت بالشام، ظهرت صيحات تقول بفينيقية لبنان و مسيحيته، و أنه ليس عربياً على الإطلاق !

أيضاً نفس تلك الدعوات كنت تجد مثيلاتها في المغرب و تونس، التي كانت تقول ب"بربرية" تلك البلاد – أي أنها في الأصل لسكانها الأمازيغ !

أجدني أتذكر ذلك الهراء و أنا أقرأ هزليات محرري ويكيپيديا مصري عن ضرورة وجود لغة لكل بلد بالمنطقة، فعندما أذهب إلى الشام مثلاً، لكي أتواصل مع الناس هناك، فعليّ بتعلم الشامية، و إن ذهبت إلى السودان، فعليّ أن أتعلم السودانية لكي أفهم ما يدور من حولي !

الخطير في الموضوع، هو وجود قنوات فضائية كقناة OTV المملوكة لنجيب ساويرس – المنادي بعلمانية الدولة - لا تعرف شيئاً إسمه اللغة العربية، تنويهات البرامج و الأفلام بالعامية، ترجمات الأفلام و المسلسلات الأجنبية بالعامية، التعليقات على الأحداث الجارية، أو أخبار الطقس كلها بالعامية، كلما حولت على تلك القناة أحس بالغثيان و القرف مما تبثه من مواد إعلامية.

شركات المحمول في مصر، موبينيل المملوكة لساويرس، و فودافون البريطانية، و إتصالات الإماراتية، كلها تتنافس في الإنحدار بمستوى اللغة العربية، في الإعلانات، و رسائل الإنتظار أو عدم وجود شبكة تغطية … إلخ.

الإعلانات الضخمة في الشوارع، و التي تراها أينما وليت وجهك، تطاردك بعباراتها الرديئة، و أسلوبها الذي – و إن كان مبتكراً – فإنه بركاكة اللغة لا يكون كاملا.

أسلوب الحوار بين الناس يتأثر بما يشاهدونه في التليفزيون و الفضائيات، التي أصبحت تتنافس فيما بينها فيما تبثه من مواد رديئة المحتوى، فارغة المضمون، و ينعكس ذلك بالسلب على رقي الحوار العادي في المجتمع، و ينشأ تبعاً لذلك جيل مشوه اللغه، ممسوخ التوجه، مناعته الثقافيه ضعيفه.

الخلاصة لديّ أن هؤلاء الناس لا يريدون خيراً لمصر، و يكرهون العربية الفصحى، و يكرهون الإسلام، حتى و إن أظهروا خلاف ذلك.

و أجد أن علي أن أقول في النهاية، أن مصر دولة إسلامية عربية ذات تراث فرعوني – إغريقي – روماني – قبطي، يعيش فيها سكانها من مسلمين و نصارى في تلاحمٍ مستمر ضد الأهداف الأجنبية من تفتيت البلاد و إضعافها، و من أهداف الدولة المصرية – كما جاء في الدستور – هو الوحدة العربية، فكيف ستتحقق هذه الوحدة – و دعك من كل الخلافات البينية الحالية – بدون لغةٍ واحدة !

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

لقد قال المولى عزَّ و جلّ في كتابه الكريم " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " سورة الحِجْر-9

أيّ أن الله تعالى سيحفظ القرآن الكريم لفظاً و لغةً و رسما، لكننا مسؤولون عمَّا فعلناه، إن كان في صالح اللغة، أم كان هلساً و رقاعه ؟  ___________________________________________________

___________________________________________________

(1) مشاريع الإستيطان البهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى الحرب العالمية الأولى، د. أمين عبد الله محمود، الكويت، فبراير 1984، صـ52

(2) المصدر نفسه، صـ89 و صـ90

(3) المصدر نفسه، صـ96 و صـ97

(4) هناك من يقول أن الأرامية هي نفسها لهجة عربية مندثرة، منحدرة من النبطية التي سادت بين القبائل في الصحراء السورية بالشام، استناداً على أن الباء و الميم تتبادلان الموقع في الكلمة نفسها، و العين أحياناً ما كانت تُنطق كالألف فتكون الأرامية=الأرابية= العربية، و أبسط الأمثلة على ذلك قوله تعالى " للذي ببكة مباركاً " حيث كانت بكة إسماً من الأسماء العديدة لمكة المكرمة.

07 أكتوبر 2009

شيـخ الأزهـر … الذي كان شريـفا !

 طنطاوي ... و طنطا منه براء

أثار الحوار الذي دار بين "الشيخ" المسن، الإمام الأكبر، شيخ الأزهر – كما تعودت أن أسمع لقبه من مذيعي نشرات الأخبار في التليفزيون الرسمي المصري – و بين الطالبة الصغيرة السن، الكبيرة العقل، و مُدَرِسَةِ الفصل الشجاعة الذي كانت به، أثناء زيارته لمعهدٍ أزهريٍ في مدينة نصر بالقاهرة، في أول أيام الدراسة، ضجةً كبيرة في الشارع المصري، و وسائل الإعلام المختلفة.

الشيخ "المحترم"، أحد أكبر المُبشرين بـ"حوار الأديان"، و أكثر من شاهدت من شيوخ الإسلام نوماً و مسكنةً في الحديث، لم يحتمل أن يرى شيئاً – يخالف ما يراه هو من الدين، و كان هذا الشيء هو النقاب …، و هو أمرٌ فيه خلاف بين العلماء.

الشيخ لا يحب من يخالف طريقه، و شعاره الآن هو "إن لم تكن معي، فأنت بالتأكيد ضدي."

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

(كلماتٌ كالجمر المنثور)

عندما دخل الشيخ أحد الفصول في معهد فتيات أحمد الليبي للمرحلة الإعدادية، فوجئ طنطاوي بطالبة في الصف الثاني الاعدادي ترتدي النقاب داخل الفصل، ما أدى إلى انفعاله بشدة، وطالبها بضرورة خلعه قائلاً:

"النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد، وبعدين إنت قاعدة مع زميلاتك البنات في الفصل لابسة النقاب ليه؟"

ولم تجد الطالبة أمامها وسيلة أخرى في مواجهة إصرار شيخ الأزهر على خلع النقاب سوى تنفيذ الأمر بخلعه وكشف وجهها، فعلّق طنطاوي قائلاً:

"لما إنت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟".

وردت إحدى المدرسات بالمعهد قائلة إن الطالبة تخلع نقابها داخل المعهد لأن كل المتواجدات فيه فتيات، "ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل".

لكن شيخ الأزهر طلب من الفتاة عدم ارتداء النقاب مرة أخرى طوال حياتها، فقالت إنها تقوم بارتدائه حتى لا يراها أحد، فرد طنطاوى منفعلاً: "قلت لك إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي".

على الفور، أعلن طنطاوي عزمه إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية "النقاب".

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

أسلوب منحط و سافل في الدعوة، فإن كان المرء يدعو الناس للباطل و تكلم بهذا الأسلوب، لسلخه القائمون على هذا الباطل حيا.

الشيخ الموقر دمر معنويات الفتاة المسلمة الحريصة على طاعة ربها، ليرضي بفعلته هذه غروراً بداخله، أو صنماً يعبده من دون الله تعالى.

الشيخ يفرض رأيه على من يخالفه، حتى و إن كان تحت سلطته، فكما أعلمُ – و علمي قليل - أنه لا كهانةَ في الإسلام، و لا توجد سلطةً ما، في مكانٍ ما على وجه الأرض، تعطي شيخ الإسلام القوة اللازمةَ لفرض رأيه – بعد أن تطوع مشكوراً قائلاً أنه يفهم في الدين أكثر من الذين "خلفوا" البنت، أو المُدَرسة – و بما أنه فاهمٌ و مُلِمٌ بالدين، فقد أعطى نفسه السلطة اللازمة لقهر من هم تحت إمرته.

الشيخ الذي يسمح بوجود أرضية مشتركة بين الإسلام، و بين شتى الملل الشركية في أركان العالم الأربع، لا يسمح بوجود مثل هذه الأرضية بينه و بين من ينتمون لنفس ملته.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

كيف يمكن لشخصٍ أياً كانت وظيفته أن يمكث في منصبه أبد الدهر ؟

و هل يؤثر ذلك على أدائه لعمله ؟

إليكم الرد من د. أحمد عكاشه

 

يقول أن طول البقاء في المنصب يورث نوعاً من التوحد بين المنصب و بين شاغله، بحيث يكون كلاهما واحد، و يصاب صاحب المنصب بالبارانويا – جنون العظمة - فإن حدث خلاف بينه و بين شخص ما، لا يكون خلافاً في وجهات النظر، أو في الرأي، بل على الفور يُتَهَم هذا الشخص بالخيانة، لأن شاغل المنصب هو أدرى و أعلم بما فيه المصلحة العليا – هل يوجد تطابق بين هذا الكلام و أحد ما، في مكانٍ ما ؟

حزروا … و فزروا …

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

عارٌ عليه …

و عارٌ علينا …

هذا "الشيخ" نزل بالأزهر إلى أسفل سافلين، بعدما كان شريفا، بعدما كان قلعةً من قلاع الإسلام – و لا أبالغ إن قلت أكبرها – أصبح قزماً لا يطاول الكبار و لا يُنازع أعداء الدين، بل يهاودهم و يهادنهم.

يصافح جزار بني صهيون في نيويورك قبل عام أثناء حصار غزة، و لا يعلم من هو !؟

يصافحه، و حين يُسأل لِمَ صافحته يا شيخ، أولا تدري أن غزة محاصرة؟

يقول "الشيخ" أنه لا يعلم، و أنها ليست مسؤليته، و لنذهب لنسأل وزير الخارجية "الحقل"، فهذه ليست وظيفة "شيخ الأزهر" !!!

يالها من مرارة تعتصر حلقي حين أراه …

هذا القزم … قَزَّمَ الأزهر و اختصره و اختصر دوره إلى مجرد موظف ينتظر التعليمات لينفذها، ليس مفكراً، ليس مجدداً، بل تابعاً أحمقاً يرقب حركات الدولة، أتتجه يُمنَةً أم يسارا، ليأخذ احتياطه و يسبق في هذا الإتجاه، ليصبح ملكياً أكثر من الملك.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

يجب أن يتم عزل هذا المهرج، و لا يتم تعيين غيره إلا بالإنتخاب من قِبَل هيئة من كبار علماء الأزهر، تملك حق تعيين و عزل شيخ الأزهر، و يكون ولاءه الأول للدين و لمصلحة الأمة كلها، المسلمين كافةً و العرب خاصةً و المصريين على وجه الخصوص.

فشيخ الأزهر الآن يُعيَن من قِبَل رئيس الجمهورية، و يُعزل من قِبَلِه أيضا، فلا غرو أن يكون ولاءه لمن عَيَنَّه، و لا أهمية لأحدٍ بعد الرئيس.

و جرت العادة أن يظل الشيخ في منصبه حتى يموت، إلا إذا غَضِب عليه الرئيس و عزله، و من مضار البقاء حتى القبر …

أولاً: بقاء الشيخ في منصبه حتى الموت يورث الوهن و الجمود و فرض الرأي الواحد.

ثانياً: نحن لسنا كرهبان نصارى الفاتيكان، حين يختارون لرئاستهم قسيساً يظل في مكانه حتى الموت.

قلدناهم في البقاء أبد الدهر، و لم نقلدهم في كيفية الإختيار، حين يجتمع كبارهم و يظلون في تشاورٍ و تباحث في هذا الأمر، حتى يستقرون على واحدٍ منهم.

لا يجوز أن يظل الشيخ في المنصب أكثر من عشر سنين، ينتقل بعدها إلى صفوف العلماء، ليتجدد شباب الأزهر باستمرار، و بالتالي شباب الدين الحنيف.

كل هذا سيعود بالأزهر إلى حاله قبل تأميمه على يد جمال عبد الناصر، قوياً ذا شوكة و مهابة.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

إن صلُح حال الأزهر، سينصلح حال مصر بالتالي، و تذكروا أن التتار هزمهم المسلمون حين كان كبير شيوخ مصر هو الشيخ العز بن عبد السلام، الذي باع المماليك في سوق الرقيق، و كانوا جبابرة ذلك العصر، و أجبر الملك الصالح أيوب على ما رأى، و خضع الملك – ألأنه كان صالحاً و له من اسمه نصيب؟ … ربما – و جمع المال الذي اشتروا به أنفسهم في خزانة الدولة التي كانت خاوية مثلما هو الحال الآن.

ربما يُعيد التاريخ نفسه … ربما …

03 أكتوبر 2009

لو كان رجلا … !

مقتطفات مركزة من كتاب الدكتور محمد عمارة عن عبد الرحمن الكواكبي شهيد الحرية و مجدد الإسلام.

عبد الرحمن الكواكبي

عندما قرأتها أحسست بأنه يعيش عالمنا الحاضر بكل تفاصيله، سيئاته و حسناته، أو الأكثر سوءًا، و هو أن حالنا لم يتغير قيد أُنمُلَه عما كان عليه قبل وفاته عام 1902.

عبد الرحمن الكواكبي - الكتاب

- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “ من أعان ظالماً على ظلمه، سلطه الله عليه. “

- الإنسان الحر، مالكٌ لنفسه تماماً، و مملوك لقومه تماما.

- خلق الله الإنسان حُرّاً، قائده العقل، فكفر …، و أَبَى إلا أن يكون عبداً … قائده الجهل !!.

- أصل الداء هو: الإستبداد السياسي، و دواؤه هو: الشورى الدستورية.

- من أقبح أنواع الإستبداد: استبداد الجهل على العلم، و استبداد النفس على العقل.

- أسعد الناس في عهد الإستبداد، هم أولئك اللذين يتعجلهم الموت فيحسدهم الأحياء !!.

- وضع الناس الحكومات لخدمة ، و جاء الإستبداد فقلب الموضوع، فجعل الناس خدماً للحكومات، فقبل الناس و قنعوا !!.

- يَخُفُ الإستبداد كلما قل عدد نفوس الرعية، و قل الإرتباط بالأملاك الثابتة، و قل التفاوت في الثروة، و كلما ترقى الشعب في المعارف.

- الأغنياء ربائط المستبد، يذلهم فيَـئِـنون، و يستدرهم فيَـحِنون، و لهذا يرسخ الذل في الأمم التي يكثُرُ أغنياؤها.

- من أعظم أسباب فقر أمتنا أن شريعتنا مبنية على أن في أموال الأغنياء حقاً معلوماً للبائس و المحروم، … لكن حكومتنا قد قلبت الموضوع، فصارت تجبي الأموال من الفقراء و المساكين و تبذلها للأغنياء، و تحابي بها المسرفين و السفهاء !.

- لا يطلب الفقير معاونة الغني، إنما يرجوه ألا يظلمه، و لا يلتمس منه الرحمه، إنما يلتمس العداله، و لا يؤمل منه الإنصاف، إنما يسأله ألا يميته في ميدان مزاحمة الحياة !.

- تراكم الثروات المفرطة، مُوَلِّدٌ للإستبداد، و مُضِر بأخلاق الأفراد.

- ضرر الثروات الفردية في جمهور الأمم، أكبر من نفعها، لأنها تمكن الإستبداد الداخلي، فتجعل الناس صنفين، عبيداً و أسيادا، و تُقَوي الإستبداد الخارجي، فتسهل للأمم التي تَغنَى بغنى أفرادها التعدي على حرية و استقلال الأمم الضعيفة، و هذه مقاصد فاسدة في نظر الحكمة و العدالة.

- حرمت كل الشرائع السماوية، و كذلك الحكمة السياسية، و الأخلاقية و العمرانية، حرمت الربا بقصد حفظ التساوي و التقارب بين الناس في القوة المالية، لأن الربا هو كسب بدون مقابل مادي، ففيه معنى الغصب، و بدون عمل، ففيه الألفة على البطالة المفسدة للأخلاق.

و بدون تعرض لخسائر طبيعية كالتجارة و الزراعة و الأملاك، … بالربا تربو الثروات، فيختل التساوي بين الناس.

- يرفع الله الناس بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ في القلوب، لا في الحقوق.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

عبد الرحمن الكواكبي 2

- الإستبداد … لو كان رجلاً، و أراد أن ينتسب لقال:

أنا الشر، و أبي الظلم، و أمي الإساءة، و أخي الغدر، و أختي المسكنة، و عمي الضر، و خالي الذل، و ابني الفقر، و بنتي البطالة، و عشيرتي الجهالة، و وطني الخراب.

أما ديني و شرفي و حياتي: فالمال، المال، المال !!

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

- يرى الكواكبي أن جهالة الأمة، و الجنود المنظمة هما القوتان المهولتان اللتان تجعلان المستبد يُمعِنُ في استبداده دونما حسيبٍ أو رقيب، فيقول:

" الإستبداد محفوف بأنواع القوات التي منها:

قوة الإرهاب، و قوة الجند، و قوة المال، و قوة الألفة على القسوة، و قوة رجال الدين، و قوة أهل الثروات، و قوة الأنصار من الأجانب. "

يصف الكواكبي هنا نظام حكم استبدادي رجعي يعتمد في بقائه على نفوذ المستعمرين الأجانب و الرجعية الداخلية التي تملك الثروات و الفئة الضالة من رجال الدين التي تستخدم رسالات السماء لخدمة المستبد، و مال الدولة، و جهازها الإرهابي، و قوة الجند المرتزقة البوليسية، و استكانة الناس و ألفتهم القسوة و الركود.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

أيضاً ينفي الكواكبي أي حسنات يمكن أن تُنسب لنظام الحكم الفردي و السلطة الإستبدادية فيقول:

" قد يدخل على الناس أن للإستبداد حسنات مفقودة – أي غير موجودة – في الإدارة الحرة، و يسلمون له بها، فيقولون: الإستبداد يُعَلم الطاعة و الإنقياد.

و الحق أن هذا فيه عن خوف و جبانه، لا عن إرادة و إختيار.

و يقولون: أنه يربي النفوس على احترام الكبير و توقيره ( الدولة الأبوية ).

و الحق أنه مع الكراهية و البغض، لا عن ميل و حب.

و يقولون: الإستبداد يقلل الفسق و الفجور.

و الحق أنه عن فقر و عجز، لا عن عفة و دين.

و يقولون: أنه يقلل الجرائم.

و الحق أنه يخفيها، فيقلل تعديدها، لا عددها. "

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

- بين العلم و الإستبداد حرباً دائمة و طِراداً مستمرا، يسعى العلماء في نشر العلم، و يجتهد المستبد في إطفاء نوره، و الطرفان يتجاذبان العوام.

لا يخشى المستبد علوم اللغة المقومة لللسان، إذا لم يكن وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية، و سحر بيان يفل الجيوش …

و كذلك لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد، لإعتقاده أنها لا ترفع غباوة و لا تزيل غشاوة، و إنما يتلهى بها المتهوسون بالعلم.

فإذا نبغ فيهم البعض، و نالوا شهرة بين العوام، لا يعدم وسيلة لاستخدامهم في تأييد أمره بنحو سد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الإستبداد.

بينما ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة، مثل الحكمة النظرية، و الفلسفة العقلية، و حقوق الأمم و سياسة المدنية، و التاريخ المفصل، و الخطابة الأدبية، و غيرها من العلوم الممزقة للغيوم، المُبْسِقة الشموس، المحرقة الرؤوس.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

و يقول عن الخوف:

يخاف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه، لأن خوفه ينشأ عن علم، و خوفهم ناشيء عن جهل، و خوفه من انتقام بحق، و خوفهم من توهم التخاذل، و خوفه من فقد حياته و سلطانه، و خوفهم على لقيمات من النبات و على وطن يألفون غيره في أيام، و خوفه على كل شيء تحت سماء رياسته، و خوفهم على حياة تعيسة فقط …

و عن هؤلاء الرعية يقول:

العوام، هم أولئك الذين إذا جهدوا خافوا، و إذا خافوا استسلموا.

و هم اللذين إذا علموا قالوا، و إذا قالوا فعلوا.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

إن المستبد فرد عاجز،لا حول له و لا قوة إلا بالمتمجدين – اللذين يتظاهرون بالمجد – … و الأمة، أيُ أمةٍ كانت، ليس لها من يَحُك جلدها غير ظفرها، و لا يقودها إلا العقلاء بالتنوير و الإهداء و الثبات، حتى إذا ما اكفهرت سماء عقول بنيها، قيض الله لها من جمعهم الكبير أفراداً كِبار النفوس، قادةً أبراراً يشترون لهاالسعادة بشقائهم، و الحياة بموتهم، حيث يكون الله جعل في ذلك لذتهم، و لمثل تلك الشهادة الشريفة خلقهم، كما خلق رجال عهد الإستبداد فساقاً فجارا، مهالكهم الشهوات و المثالب.

24 سبتمبر 2009

لـيســــت هـــــي

Egyptian Lady

{1}

قَهَرَتْنِيْ

طُواَلَ عُمْرِيِ القَصِيرِ

المُضنِيْ

و فِي بِيِدِ اليَأسِ

ألقَتْنيْ

و مِنّ كُلِّ حِيَلِ البَقَا

جَرَدَتْنِيْ

و هَيَّ التِي

مُنذُ أَنّ نَشَأَتُ صَغِيِرَاً

عَلَى حُبِهَا

عَوَدَتْنِيْ

 

{2}

نَسَبتُ نَفْسِي إِليهَا

و كَانَتْ عَينَايَ عَينَيهَا

و طَاَلَ سَهَرَي عَليهَا

لَكِنَّهَا

فِي أَوقَاتِ الكَرْبِ

نَبَذَتْنِيْ

 

{3}

لَكَمْ استَمَعْتُ كَثِيِراً إلى نُصْحِ أَبِي

"لا تُلقِ بَاَلاً إِليهَا

و لا تَحزنْ أَبَداً عَليهَا

فَهِي لا عَزِيِزَ لَدَيِهَا

و إِنَهَا قَبلَ أَنّ تَهْجُرْكَ

قَدّ هَجَرَتْ الكَثِيِرِينَ مِنّ زَمَنيْ"

 

{4}

و كَانَ أَبّي عَلَى حَقّ

لكِن قَلبِي دَومَاً

إَليهَا يَرِقّ

لا أَقوَىَ عَلَى كُرْهِهَا

أو تَرْكِهَا

كُلَمَا رَحَلتُ بَعِيِدَاً عَنّهَا

أَرَى الحَنِينَ يَسبَقُنيْ

 

{5}

فَأَعُودْ

و لا أَرَى مِنّهَا

إلا إِعْرَاضَاً يَزِيِدْ

و يَقُولُ الجَمِيعُ عَلَيّ

"يَّا لَهَا مِنّ حَمَاقَهْ

مَّا الذِيِ يَفْعَلُهُ هَذَا الغَبِيّ ؟

أيُحِبُ القِطُ خَنّاَقَهْ !!؟"

 

{6}

فَأَظَلُ فَي أَثَرِهَا

حَتَى أَسمَعُ فِي ظَلاَمِ اللَيِلِ هَمسَهَا

تُنَاَجِي رَبَّهَا

"الَلَهُمَ ارفَعْ البَلاَ عَنّيْ

فَإِنَّهُ

إِلَى قَاَعِ الذُلِّ قَيَدَنِيْ

و عَلى فِرَاشِ المَوتِ أَرقَدَنِيْ

و مَا تَرَكَ يَوُمَاً إَلاَ فِيِهِ عَذَبَنِيْ

حَتَى أَنَّهُ

إِلَى أَعدَاءِ بَنِيَّ

سَلَمَنِيْ

فَيَا رَبَّ العِبَادِ خَلَّصنِيْ

و مِنّ شَيِطَانِ الأَرضِ

أَنْقِذنِيْ"

 

{7}

فَأدرَكتُ حِينَهَا

أَنَّهَا

عَلى أَمْرِهَا مَغلُوبَهْ

و بَعدَمَا كَانَ اسمُهَا

أُعجُوبَهْ

و مِنّ كُلِّ أنحَاءِ الحَيّ

مَرغُوبَهْ

صَارَتْ تَربِطُ حَجَرَاً عَلى بَطْنِهَا

كَيّ تَتَقِيِ الجُوعْ

أُسْبُوعَاً خَلفَ أُسْبُوعْ

لا تَسألُ النَّاسْ

- فاللهُ عنّ سُؤَاَلِ النَاسِ مُغْنيْ -

و لكَيّ تَعِيشَ

تَحمِلُ أَضعَافَ هذا الحَجَرِ

عَلى ظَهْرِهَا المَحْنِيْ

 

{8}

عَلِمتُ أنّي قَدّ جَنَيتُ عَليهَا

عِندَمَا تَرَكتُهَا و تَرَكتُ اليَأسَ يَمْلِكُنِيْ

لا حِيلةَ لَدَيْ

كَيفَ أُلَبِي نِدَاهَا

و يَدَّيّ

مَغْلولَةٌ إِلى عُنُقِيْ

فَصِرتُ أبْكِي عَلَيهَا

و عَلَيّ

و عَلَى حَاَلِ بَنِيّ

فيّ وَطَنِيْ

□□□□□□

31 أغسطس 2009

العاشر من رمضان

V Day 1

لا نعلم عن حرب رمضان 93/ أكتوبر 73 إلا ما بثه الإعلام الموجه في مصر عنها منذ الحرب و حتى الآن، و لا نعلم ماذا جرى في كواليسها، و كمّ التفريطات و العنتريات التي تسبب بها صانع القرار السياسي.

و لن نعلم التفاصيل، بل كل التفاصيل عنها في المرحلة الحالية، فعن نفسي … لا أرضى بالمعلومات المتاحة حالياً عنها، فمن حقنا أن نعرف و نتعلم، لنستفيد من أخطاء الماضي في بناء المستقبل.

و من الطبيعي أن أقول أني أحس بالفخر لما قامت به قوات مصر المسلحة، حين استعانت بالله و قاتلت أعداء الله، لتشفي صدور قومٍ مؤمنين.

من الشهادات المفيدة لمن عاصروا تلك المعركة المجيدة، شهادة الفريق سعد الدين الشاذلي – و أعتبرها الأهم لأنه كان رئيس أركان القوات المسلحة وقتها و اختلف مع السادات - و اللواء عبد الغني الجمسي.

 

 

free counters